فكتب إلى السبل والى طرخون فقدموا عليه فحصروا موسى وضيقوا عليه وعلى أصحابه.
فمكث شهرين في ضيق، وقد خندق عثمان عليه وحذر البيات فقال موسى لأصحابه: اخرجوا بنا حتى متى نصبر! فاجعلوا يومكم معهم إما ظفرتم وإما قتلتم واقصدوا الترك فخرجوا وخلف النضر بن سليمان بن عبد الله بن خازم في المدينة، وقال له: إن قتلت فلا تدفعن المدينة إلى عثمان وادفعها إلى مدرك بن المهلب وخرج وجعل ثلث أصحابه بإزاء عثمان وقال لا تقاتلوه إلا أن يقاتلكم وقصد لطرخون وأصحابه فصدقوهم القتال فانهزم طرخون واخذوا عسكرهم وزحفت الترك والصغد فحالوا بين موسى والحصن فقاتلهم فعقروا فرسه فسقط فقال لمولى له احملني فقال الموت كريه ولكن ارتدف فإن نجونا نجونا جميعا. وأن هلكنا هلكنا جميعا قال: فارتدف فلما نظر إليه عثمان حين وثب قال وثبة موسى ورب الكعبة! وقصد إلى موسى وعقرت دابة موسى فسقط هو ومولاه فقتلوه ونادى منادي عثمان من لقيتموه فخذوه أسيرا ولا تقتلوا أحدا.
فقتل ذلك اليوم من الأسرى خلقا كثير من العرب خاصة فكان يقتل العرب ويضرب المولى ويطلقه وكان فظا غليظا.
وكان الذي أجهز على موسى واصل بن طيسلة العنبري.
وبقيت المدينة بيد النضر بن سليمان فلم يدفعها إلى عثمان وسلمها إلى مدرك بن المهلب وأمنه فسلمها مدرك إلى عثمان وكتب المفضل إلى الحجاج بقتل موسى فقال العجب منه اكتب إليه بقتل ابن سبرة فيكتب إلى أنه قد قتل موسى بن عبد الله بن خازم ولم يسره قتل موسى لأنه من قيس.