(فلا صدق في قول ولا صبر عندهم * ولكن فخزا فيهم وتزيدا) (فكيف رأيت الله فرق جمعهم * ومزقهم عرض البلاد وشردا) (فقتلاهم قتل ضلال وفتنة * وجيشهم أمسى ذليلا مطردا) (ولما زحفنا لابن يوسف غدوة * وأبرق منه العارضان وأرعدا) (قطعنا إليه الخندقين وإنما * قطعنا وأفضينا إلى الموت مرصدا) (فكافحنا الحجاج دون صفوفنا * كفاحا ولم يضرب لذلك موعدا) (بصف كأن الموت في حجزاتهم * إذا ما تجلى بيضه وتوقدا) (دلفنا إليه في صفوف كأنها * جبال شروري أو نعاف فسهمدا) (فما لبث الحجاج أن سل سيفه * علينا فولى جمعنا وتبددا) (وما زاحف الحجاج إلا رأيته * معانا وملقى للفتوح معودا) (وإن ابن عباس لفي مرجحنة * أشبهها قطعا من الليل أسودا) (فما شرعوا رمحا ولا جردوا ظبا * ألا إنما لاقى الجبان مجردا) (وكرت علينا خيل سفيان كرة * بفرسانها والشمهري مقصدا) (وسفيان يهديها كأن لواءها * من الطعن سند بات بالصبغ مجسدا) (كهول ومرد من قضاعة حوله * مساعير أبطال إذا النكس عردا)
(٤٩٠)