فإنها أنفع من الشجاعة وإذا كان اللقاء نزل القضاء فإن أخذ الرجل بالحزم فظفر فحمد وإن لم يظفر قبل ما فرط ولا ضيع ولكن القضاء غالب وعليكم بقراءة القرآن وتعليم السنن وأدب الصالحين وإياكم وكثرة الكلام في مجالسكم ثم مات رحمه الله فقال نهار بن توسعة التيمي يرثيه:
(ألا ذهب المعروق والعز والغنى * ومات الندى والجود بعد المهلب) (أقام بمرو الروذ رهن ضريحه * وقد غاب عنه كل شرق ومغرب) (إذا قيل أي الناس أولى بنعمة * على الناس قلنا هو ولم نتهيب) فلما توفي كتب ابنه يزيد إلى الحجاج يعلمه بوفاته فأقر يزيد على خراسان ذكر عدة حوادث وفي هذه السنة عزل عبد الملك أبان بن عثمان من المدينة في جمادى الآخرة واستعمل عليهما هشام بن إسماعيل المخزومي فعزل هشام نوفل بن مساحق عن قضاء المدينة وولى على القضاء عمرو بن خالد الزرقي، وفيها غزا محمد بن مروان أرمينية فهزموهم ثم سألوه الصلح فصالحهم وولى عليهم أبا شيخ بن عبد الله فغدروا به فقتلوه وقيل بل قتلوه سنة ثلاث وثمانين.