فقاتلهم فقتلت غزالة، ومر برأسها إلى الحجاج مع فارس فعرفه شبيب فأمر رجلا فحمل على الفارس فقتله وجاء بالرأس فأمر به فغسل هم دفنه.
ومضى القوم على حاميتهم ورجع خالد فأخبر الحجاج بانصرافهم فأمره باتباعهم فأتبعهم يحمل عليهم فرجع اليه ثمانية نفر فقاتلوه حتى بلغو به الرحبة وأتى شبيب بخوط بن عمير السدوسي فقال يا خوط لا حكم إلا لله فقال ان خوطا من أصحابكم ولكنه كان يخاف فأطلقه وأتى بعمير بن القعقاع فقال يا عمير لا حكم إلا الله فقال في سبيل الله شبابي فردد عليه شبيب لا حكم إلا لله فلم يفقه ما يريد فقتله.
وقتل مصاد أخو شبيب وجعل شبيب ينتظر الثمانية الذين اتبعوا خالدا فأبطأوا ولم يقدم أصحاب الحجاج على شبيب هيبة له وأتى إلى شبيب أصحابه الثمانية فساروا واتبعهم خالد وقد دخلوا إلى دير بناحية المدائن فحصرهم فيه فخرجوا عليه فهزموه نحو فرسخين فألقوا أنفسهم في دجلة منهزمين وألقى خالد نفسه فيها بفرسه ولواؤه بيده فقال شبيب قاتله الله هذا أسد الناس فقيل هو خالد بن عتاب فقال معرق [له] في الشجاعة، ولو عرفته لاقحمت خلفه ولو دخل النار ثم سار إلى كرمان على ما تقدم ذكره وكتب الحجاج إلى عبد الملك يستمده ويعرفه عجز أهل الكوفة عن قتال شبيب فسير سفيان بن الأبرد في جيش اليه.