فأخذت أخضخض عينه به فقيل له أفعلت هذا فقال نعم إنهم كانوا عندنا أحل دماء من الترك والديلم وكان معاوية هذا قاضي البصرة.
فلما فرغ مصعب منهم أقبل حتى قطع من تلقاء واسط ولم تكن بنيت بعد فأخذ في كسكر ثم حمل الرجال أثقالهم والضعفاء في السفن فأخذوا في نهر خرشاد ثم خرجوا إلى نهر قوسان ثم خرجوا إلى الفرات.
وأتى المختار خبر الهزيمة ومن قتل بها من فرسان أصحابه فقال ما من الموت بد وما من ميتة أموتها أحب إلي من أن أموت ميتة ابن شميط فعلموا أنه إن لم يبلغ ما يريد يقاتل حتى يقتل.
ولما بلغه أن مصعبا قد أقبل إليه في البر والبحر سار حتى وصل السلحين ونظر إلى مجتمع الأنهار نهر الحيرة ونهر السيلحين ونهر القادسية ونهر رسف فسكر الفرات فذهب ماؤها في هذه الأنهار وبقيت سفن أهل البصرة في الطين فلما رأوا ذلك خرجوا من السفن إلى ذلك السكر فأصلحوه وقصدوا الكوفة وسار المختار إليهم فنزل حروراء وحال بينهم وبين الكوفة وكان قد حصن القصر والمسجد وأدخل إليه عدة الحصار.
وأقبل مصعب وقد خلع على ميمنته المهلب وعلى مسيرته عمر بن عبيد الله وعلى الخيل عباد بن الحصين وجعل المختار على ميمنته سليم بن يزيد الكندي وعلى ميسرته سعيد بن منقذ الهمداني وعلى الخيل عمرو بن عبد الله النهدي وعلى الرجالة مالك بن عبد الله النهدي. وأقبل محمد بن الأشعث فيمن هرب من أهل الكوفة فنزل بين مصعب والمختار فلما رأى ذلك المختار بعث إلى كل جيش من أهل البصرة رجلا من أصحابه وتدانى الناس فحمل سعيد بن