بالحرب وكان قد قدم من عند ابن الزبير وقد ولاه خراسان فقال الأحنف ما لهذا الأمر غير المهلب.
فخرج إليه أشراف أهل البصرة فكلموه فأبى فكلمه الحرث بن أبي ربيعة فاعتذر بعهده على خراسان فوضع الحرث وأهل البصرة كتابا إليه عن ابن الزبير يأمره بقتال الخوارج وأتوه بالكتاب فلما قرأه قال والله لا أسير إليهم إلا أن تجعلوا لي ما غلبت عليه وتقطعوني من بيت المال ما أقوى به من معي.
فأجابوه إلى ذلك وكتبوا له به كتابا وأرسلوا إلى ابن الزبير فأمضاه فاختار المهلب من أهل البصرة ممن يعرف نجدته وشجاعته اثني عشر ألفا منهم محمد بن واسع وعبد الله بن رياح الأنصاري ومعاوية بن قرة المزني وأبو عمران الجوني وخرج المهلب إلى الخوارج وهم عند الجسر الأصغر فحاربهم وهو في وجوه الناس وأشرافهم فدفعهم عن الجسر ولم يكن بقي إلا أن يدخلوا فارتفعوا إلى الجسر الأكبر فسار إليهم في الخيل والرجال فلما رأوه قد قاربهم ارتفعوا فوق ذلك.
ولما بلغ حارثة بن زيد تأمير المهلب على قتال الأزارقة قال لمن معه [من] الناس:
(كرنبوا ودولبوا * وحيث شئتم فاذهبوا) وأقبل بمن معه نحو البصرة فرد الحرث بن أبي ربيعة إلى المهلب وركب حارثة في سفينة في نهر دجيل يريد البصرة فأتاه رجل من تميم وعليه سلاحه والخوارج وراءه فصاح التميمي بحارثة يستغيث به ليحمله معه فقرب السفينة