فقال وشر غلماني تبايعه على ذلك.
والله لا أبايعك أبدا إلا على ذلك فبايعه فأقام عنده وشهد معه قتال الحصين بن نمير وأبلى أحسن بلاء وقاتل أشد قتال وكان أشد الناس على أهل الشام.
فلما هلك يزيد بن معاوية وأطاع أهل العراق ابن الزبير أقام عنده خمسة أشهر فلما رآه لا يستعمله جعل لا يقدم عليه أحد من أهل الكوفة إلا سأله عن حال الناس فأخبره هانئ بن جبه الوداعي باتساق أهل الكوفة على طاعة ابن الزبير إلا أن طائفة من الناس هم عدد أهلها لو كان لهم من يجمعهم على رأيهم أكل بهم الأرض إلى يوم [ما].
فقال المختار: أنا أبو إسحاق أنا والله لهم أن اجمعهم على الحق وألقى بهم ركبان الباطل وأهلك بهم كل جبار عنيد ثم ركب راحلته نحو الكوفة فوصل إلى نهر الحيرة يوم الجمعة فاغتسل ولبس ثيابه ثم ركب فمر بمسجد السكون وجبانة كندة لا يمر على مجلس إلا وسلم على أهله وقال أبشروا بالنصرة والفلج أتاكم ما تحبون.
ومر ببني بداء فلقي عبيدة بن عمرو البدئي من كندة فسلم عليه وقال له ابشر بالنصر والفلج أنك أبو عمرو على رأي حسن لن يدع الله لك معه إثما إلا غفره لك ولا ذنبا إلا ستره وكان عبيدة من أشجع الناس وأشعرهم وأشدهم تشيعا وحبا لعلي وكان لا يصبر عن الشراب فقال له بشرك الله بالخير فهل أنت مبين لنا قال نعم القني الليلة.
ثم مر ببني هند فلقي إسماعيل بن كثير فرحب به وقال له القني أنت