وقال عمر بن سبيئة حج يزيد في حياة أبيه فلما بلغ المدينة جلس على شراب له فاستأذن عليه أبن عباس والحسين فقيل له ان ابن عباس أو وجد ريح الشراب مع الطيب فقال لله در طيبك ما أطيبه فما هذا قال هو طيب يصنع بالشام ثم دعا بقدح فشربه ثم دعا بآخر فقال أسق أبا عبد الله فقال له الحسين عليك شرابك أيها المرء لا عين عليك مني، فقال يزيد:
(ألا يا صاح للعجب * دعوتك ذا ولم تجب) (إلى الفتيات والشهوا * ت والصهباء والطرب) (وباطية مكللة * عليها سادة العرب) (وفيهن التي تبلت * فؤادك ثم لم تتب) فنهض الحسين وقال بل فؤادك يا ابن معاوية تبلت.
* * * وقال شقيق بن سلمة لما قتل الحسين ثار عبد الله بن الزبير فدعا ابن عباس إلى بيعته فامتنع وظن يزيد أن امتناعه تمسك منه ببيعته فكتب إليه أما بعد فقد بلغني أن الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته وأنك اعتصمت ببيعتنا وفاء منك لنا فجزاك الله من ذي رحم خير ما يجزي المواصلين لأرحامهم الموفين بعهودهم فما أنسي من الأشياء فلست بناس برك وتعجيل صلتك بالذي أنت له أهل فانظر من طلع عليك من الآفاق ممن سحرهم ابن الزبير بلسانه فأعلمهم بحاله فإنهم منك أسمع الناس ولك أطوع منهم للمحل.
فكتب إليه ابن عباس أما بعد فقد جاءني كتابك فأما تركي بيعة