تذكر نيه الشمس عند طلوعها * وتعرض ذاكراه إذا قارب الطفل وإن هبت الأرواح هيجن ذكره * فيا طول ما حزني عليه وما وجل سأعمل نص العيش في الأرض جاهدا * ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل حياتي أو تأتى على منيتي * وكل امرئ فان وإن غره الأمل وأوصى به عمرا وقيسا كليهما * وأوصى يزيدا ثم من بعدهم جبل قال يريد جبلة بن حارثة أخا زيد بن حارثة وكان أكبر من زيد ويعنى بيزيد أخا زيد لامه وهو يزيد بن كعب بن شراحيل وحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه فقال أبلغوا أهلي هذه الأبيات فإني أعلم أنهم قد جزعوا على وقال الكنى إلى قومي وإن كنت نائيا * بأني قطين البيت عند المشاعر فكفوا من الوجد الذي قد شجاعكم * ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر فإني بحمد الله في خير أسرة * كرام معد كابرا بعد كابر فانطلق الكلبيون فأعلموا أباه فقال ابني ورب الكعبة ووصفوا له موضعه وعند من هو فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل بفدائه وقدما مكة فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل هو في المسجد فدخلا عليه فقالا يا ابن عبد الله يا ابن عبد المطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند بيته تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه فإنا سنرفع لك في الفداء قال من هو قالوا زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا غير ذلك قالوا ما هو قال ادعوه فأخيره فإن اختاركم فهو لكما بغير فداء وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا فقالا قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه فقال تعرف هؤلاء قال نعم قال من هما قال هذا أبى وهذا عمى قال فأنا من قد علمت وعرفت ورأيت صحبته لك فاخترى أو اخترهما فقال زيد ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت منى مكان الأب والعنم فقالا له ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك قال نعم إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا
(٤)