في الميلاد من رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وكان أقبل إليه ثلاثة نفر عقبة بن عامر الجهني وعمر بن الحارث الخولاني وشريك بن سلمة المرادي فانتهوا إليه جميعا وهو يقول والله لو ضربتمونا حتى تبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على حق وأنتم على باطل فحملوا عليه جميعا فقتلوه وزعم بعض الناس ان عقبة بن عامر هو الذي قتله ويقال بل الذي قتله عمر بن الحارث الخولاني (قال أبو جعفر) وأما هشام بن محمد فإنه ذكر عن أبي مخنف أن عمارا لم يزل بهاشم بن عتبة حتى حمل ومع هاشم اللواء فنهض عمار في كتيبته ونهض إليه ذو الكلاع في كتيبته فاقتتلوا فقتلا جميعا واستؤصلت الكتيبتان وحمل على عمار حوى السكسكي وأبو غادية المزني فقتلاه فقيل لأبي الغادية كيف قتلته قال لما دلف إلينا في كتيبته ودلفنا إليه نادى هل من مبارز فبرز إليه رجل من السكاسك فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار السكسكي ثم نادى هل من مبارز فبرز إليه رجل من حمير فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار الحميري وأثخنه الحميري ونادى من يبارز فبرزت فاختلفنا ضربتين وقد كانت يده ضعفت فانتحى عليه بضربة أخرى فسقط فضربته بسيفي حتى برد قال ونادى الناس قتلت أبا اليقظان قتلك الله فقلت اذهب إليك فوالله ما أبالى من كنت وبالله ما أعرفه يومئذ فقال له محمد ابن المنتشر يا أبا الغادية خصمك يوم القيامة مازندر يعنى ضخما قال فضحك قال ابن عمر وحدثنا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار أنها وصفت لهم عمارا فقالت كان رجلا آدم طوالا مضطربا أشهل العينين بعيد ما بين المنكبين وكان لا يغير شيبه قال ابن عمر الذي أجمع عليه في عمار أنه قتل رحمه الله مع علي ابن أبي طالب عليه السلام بصفين في صفر سنة 37 وهو ابن ثلاث وتسعين ودفن هنالك بصفين * وعبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة بن جرى ابن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا وتبوك وقتل يوم صفين مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام * وخزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان
(١٦)