علما وحفظا وثقة ودينا، من العلماء الربانيين وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي، كان شديد التحرى في الرواية مجتهدا في العبادة كثير الذكر منقطعا متواضعا سهل العارية.
رأيت جماعة من المحدثين ذكروه فأطنبوا في حقه ومدحوه بالحفظ والزهد، سألت الزكي البرزالي عنه فقال: ثقة جبل حافظ دين. قال ابن النجار: حافظ متقن حجة عالم بالرجال ورع تقى ما رأيت مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته وقال الشرف ابن النابلسي: ما رأيت مثل شيخنا الضياء.
قلت ثنا عنه القاضي تقى الدين وابن الموازيني وابن الفراء والنجم الشعراوي وابن الخباز والتقى بن مؤمن وعثمان النساج وابن الخلال والد شتى وأبو بكر ابن عبد الدائم وعيسى السمسار وسالم القاضي وآخرون. وقد استوفيت سيرته وتواليفه في التاريخ الكبير، عاش أربعا وسبعين سنة. وتوفى إلى رضوان الله في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وست مائة.
أخبرنا عثمان بن إبراهيم المقرئ انا أبو عبد الله الحافظ انا عبد الواحد ابن القاسم أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم انا ابن ريذة انا أبو القاسم الطبراني ثنا محمود بن الفرج ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا فضيل بن مرزوق عن عدى ابن ثابت عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قضى نهمته من الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مد عينه إلى زينة المترفين كان مهينا في ملكوت السماء، ومن صبر على القوت الشديد صبرا جميلا أسكنه الله من الفردوس حيث شاء. هذا حديث غريب اسناده متصل لين. قال الطبراني تفرد به البجلي.