عصرنا أحد مثله في الحفظ والمعرفة والأمانة، كان متواضعا مهيبا وقورا جوادا سمحا وافر العقل له القبول التام مع العبادة والورع والمجاهدة.
قرأت بخط الحافظ الضياء: اشتغل بالفقه والحديث وصار علما في وقته، رحل ثانيا ومشى على رجليه كثيرا وصار قدوة وانتفع الناس بمجالسه التي لم يسبق إلى مثلها. قلت حدث عنه الضياء والشيخ شمس الدين والشيخ الفخر والشمس ابن حازم والشمس ابن الواسطي ونصر الله بن عياش ونصر الله وسعد الخير ابنا النابلسي وعدة وآخر من حدث عنه بالإجازة القاضي تقى الدين الحنبلي.
قال أبو الفتح ابن الحاجب: لو اشتغل أبو موسى حق الاشتغال ما سبقه أحد ولكنه تارك وسمعت أبا عبد الله الحافظ يصف ما قاسى أبو موسى من الشدائد الجوع والعرى في رحلته بنيسابور وأصبهان. قال أبو المظفر ابن الجوزي: كان الجمال ابن الحافظ أحواله مستقيمة حتى خالط الصالح إسماعيل فتغير ومرض في بستان الصالح وفيه مات رحمه الله تعالى.
قرأت بخط محمد بن سلام: عقد أبو موسى مجلس التذكير ورغب الناس في حضوره وكان جم الفوائد يطرز مجلسه بالبكاء والخشوع وإظهار الجزع وسمعت أبا الفرج ابن العلاء الفقيه الحنبلي يقول: كان أبو موسى كثير الميل إلى السلاطين. قال الضياء: مات يوم الجمعة خامس رمضان سنة تسع وعشرين وست مائة.
أخبرنا نصر الله بن محمد أبو الفتح الحداد [نا عبد الله بن عبد الغنى الحافظ في سنة ثمان وعشرين وستمائة انا خليل بن بدر الراراني 1] انا الحسن بن أحمد الحداد