كان يقول عرفت بين المحدثين بصديقي أبى على الدقاق، سألوني بأي شئ نكتب تعريف سماعك؟ فقلت: بالدقاق، ومولدي بمحلة جرواءان سنة بضع وثلاثين وأربع مائة، وسمعت من أبى المظفر عبد الله بن شبيب وأحمد بن الفضل الباطرقاني وعبد الرحمن بن أحمد الرازي المقرئ وسعيد العيار وعبد الرحمن بن منده وسمعت من ستة من أصحاب ابن المقرئ، وأول ما أمليت بسرخس في سنة أربع وسبعين، سمع [من 1] الإمام أبو عبد الله العميري، ودخلت لطلب الحديث طوس وهراة وبلخ [ومرو 1] وبخاري وسمرقند وكرمان وجرجان ونيسابور - فما زال يعد حتى سمى مائة وعشرين مكانا، ثم قال: فأما الذين كتبت عنهم بأصبهان فأكثر من الف إن شاء الله والذين في الرحلة فأكثر من الف أخرى. وكان الدقاق صالحا فقيرا متعففا صاحب سنة واتباع إلا أنه كان يبالغ في تعظيم عبد الرحمن شيخه ويؤذى الأشعرية.
قال السلفي: سمعت إسماعيل بن محمد الحافظ يقول: ما اعرف أحدا احفظ لغرائب الأحاديث وغرائب الأسانيد من أبى عبد الله الدقاق. قلت: حدث عنه أبو طاهر السلفي وأبو سعيد محمد بن عبد الواحد الصائغ وخليل بن أبي الرجاء الرازي وطائفة. قال عبد الرحمن بن أبي الوفاء فيما أنبأنا ابن الخلال عن كريمة سماعا عنه قال: توفى الحافظ أبو عبد الله الدقاق ليلة الجمعة سادس شوال سنة ست عشرة وخمس مائة.
قلت: فيها مات المسند أبو على الحسن بن محمد بن إسحاق الباخرحي ببغداذ عن تسع وسبعين سنة، والمسند الكبير أبو طالب عبد القادر بن محمد [بن عبد القادر