ذكره القاضي عز الدين الشريف في وفياته فقال: كان أحد حفاظ الحديث المشهورين وفضلائهم المذكورين وبه ختم هذا الشأن بالمغرب، كتب إلينا بالإجازة من تونس، وبها توفى في رجب سنة تسع وخمسين وست مائة وتوفى والده سنة ثمان عشرة وست مائة. قلت: الحافظ أبو بكر هو جد صاحبنا الحافظ فتح الدين محدث مصر، رأيت لأبي بكر " كتاب بيع أمهات الأولاد " في مجلد يدل على سيلان ذهنه وسعة حفظه وسعة إمامته، وقد كان شيخنا أبو محمد بن هارون مسند المغرب لازم مجلس الخطيب أبى بكر للفقه والنظر وسمع من لفظه صحيح البخاري وتفسير أحاديث أملاها من صدره وكان ظاهريا علامة. قال ابن الزبير:
أجاز له نحوا من أربع مائة، انتقل إلى حصن القصر ثم إلى طنجة وأقرأ بجامعها وأم وخطب به ثم انتقل إلى بجاية فخطب بجامعها ثم طلب إلى تونس فدرس بها، وكان ظاهري المذهب على طريقة أبى العباس النباتي إلا أن النباتي اشتهر بالورع والفضل التام.
كتب إلى بالإجازة ابنا ابن هارون ثنا أبو بكر اليعمر الحافظ انا أبو محمد الزهري انا أبو الحسن بن شريح انا ابن منظور انا أبو ذر بالجامع الصحيح عن مشايخه الثلاثة عن الفربري.
توفى في العام أبو العباس أحمد بن حامد بن أحمد بن حمد الأرتاحي المصري المقرئ الحنبلي عن خمس وثمانين سنة، والمحدث الفقيه مدرس الحورية شرف الدين أبو محمد الحسن بن عبد الله ابن الحافظ عبد الغنى الصالحي عن أربع وخمسين سنة، والمحدث القدوة سيف الدين سعيد بن المطهر الباخرزي شيخ