بصيرا بالحديث معنيا بتقييده مكبا على سماعه حسن الخط معروفا بالضبط، له حظ وافر من اللغة ومشاركة في العربية وغيرها، ولى قضاء دانية ثم صرف ليسرة نقمت [عليه 1] فرحل عنها وحمل بتلمسان عن قاضيها ابن أبي حيون، وحدث بتونس في سنة خمس وتسعين وحج وكتب بالمشرق وبأصبهان وبالعراق ونيسابور.
قلت: أدرك أبا جعفر الصيدلاني وأبا الفتح الفراوي والحافظ أبا الفرج ابن الجوزي وعاد إلى مصر. قال الأبار: أدب الكامل فنال دنيا عريضة وصنف ودرس وله كتاب " النص المبين في المفاضلة بين أهل صفين " وكتب إلى بالإجازة سنة ثلاث عشرة وست مائة.
قلت: وسمع بمصر من البوصيري وطبقته وسمع مسند الإمام أحمد بواسط من المندائي وسمع معجم الطبراني كله من الصيدلاني وحدث في سنة ست مائة بالموطأ وسمعه منه أبو عمرو بن الصلاح وزعم - ولم تدخل في الاذن دعواه - أنه قرأ صحيح مسلم من حفظه على بعض شيوخه وكان معروفا على كثرة علمه وفضائله بالمجازفة والدعاوى العريضة.
قال الحافظ الضياء لقيته بأصبهان ولم أسمع منه شيئا ولم يعجبني حاله، كان كثير الوقيعة في الأئمة أخبرني إبراهيم السنهوري أنه دخل المغرب وأن [مشايخ 1] أهل المغرب كتبوا له جرحه وتضعيفه. ثم قال الضياء: وقد رأيت منه غير شئ مما يدل على ذلك.
وقال القاضي ابن واصل: كان أبو الخطاب مع فرط معرفته وحفظه متهما بالمجازفة في النقل فبلغ ذلك الملك الكامل فأمره أن يعلق شيئا على كتاب