الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله ألف كتاب " الناسخ والمنسوخ " وكتاب " عجالة المبتدئ في الأنساب " و " المؤتلف والمختلف " في أسماء البلدان وأسند أحاديث " المهذب " لأبي إسحاق، وكان ثقة حجة نبيلا زاهدا عابدا ورعا ملازما للخلوة والتصنيف وبث العلم، أدركه أجله شابا، سمعت محمد بن محمد [ابن محمد 1] بن غانم الحافظ يقول: كان شيخنا الحافظ أبو موسى يفضل أبا بكر الحازمي على عبد الغنى المقدسي ويقول: ما رأيت شابا احفظ منه.
مات في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وخمس مائة. قال ابن النجار سمعت بعض الأئمة يذكر أن الحازمي كان يحفظ كتاب " الاكمال " في المؤتلف والمختلف ومشتبه النسبة وكان يكرر عليه وبخط أبى الخير القزويني يسأل الحازمي: ما يقول سيدنا الامام الحافظ في كذا وكذا؟ وقد أجاب الحازمي بأحسن جواب.
قال ابن النجار سمعت أبا القاسم المقرئ جارنا يقول - وكان صالحا -: كان الحازمي في رباط البديع وكان يدخل بيته في كل ليلة يطالع ويكتب إلى الفجر فقال البديع للخادم: لا تدفع إليه الليلة بزرا للسراج فلعله يستريح الليلة، فلما جن الليل اعتذر إليه الخادم لانقطاع البزر فدخل بيته وصف قدميه ولم يزل يصلى ويتلو إلى أن طلع الفجر وكان الشيخ خرج ليعلم خبره فوجده في الصلاة.
أخبرنا أبو الحمد الوراق انا عبد الله بن الحسن الخطيب سنة اثنتين وأربعين وست مائة انا محمد بن موسى الحافظ قرأت على محمد بن ذاكر أخبرك حسن بن أحمد القارئ انا محمد بن أحمد الكاتب انا علي بن عمر ثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز ثنا