عيون تلامذة سيدنا الأستاذ قدس سره إلى محضره ومجلسه في بيته يفتح الأقداح ويسرح البحث والنقاش بالصراح قريبا مما قرأت في صفحة الاستدراك وقد كان سيدنا الأستاذ واقفا في وجههم يدافع عن الظهور المسطور شارحا لهم محتوى المقدمة ويحكمها تحكيما بما سطرناه في هذه التنبيهات وانا كنت حاضرا تلك المحاضر وناظرا إلى تلك المناظر فرأيته لم يتخاضع ولم يتنازل إلى ما شاؤوا من إختصاص توثيق ابن قولويه بمشايخه، فكان المناقشون يرجعون إلى أنفسهم ويخرجون عنه بسكوت من بعض وايمان من بعض آخر.
وهو رحمه الله كان في شغف من انكشاف هذا الظهور العام المحقق وخرق غطاء الذهول والالتفات إليه لكثرة فائدته من اطلاق عديد من المسائل الفقهية التي تستنبط من الاخبار وإخراجها عن قفص عدم الدليل.
ومن البديهي ان الذهول عن مسألة هذا الظهور كما هو غير مؤثر في الخروج عن وصيفة الاعتبار، كذلك التراجع عن المسألة ودعوى صرفه إلى ما ليس له مبرر من اشتمال الكتاب على روايات مرسلة ومرفوعة ومقطوعة وعلى أناس مهملين وجمع مشهور بالضعف، لاجل مغلطة وشبهة، لا يؤثر في حال الواقع، فلو كانت تلك الشبهة مانعة عن تعميم ذلك الظهور العام المطل على عبارة المقدمة، لكانت مانعة عما في عبارة مقدمة التفسير المنسوب لعلي بن إبراهيم من ظهورها المدعى في وثاقة من وقع في أسانيد التفسير فان فيها أيضا لكثير من المقطوعات والمرسلات والمرفوعات وفي رواة أسانيده كثير من المهملين كما أنه يوجد فيها عديد من الضعفاء فما هو الجواب عن الشبهة هناك فليكن هو الجواب عنها هنا.
وبالجملة يستكشف من جوابنا هذا حلا ونقضا أن التراجع المسطور على صفحة الاستدراك ليس من عمل سيدنا الأستاذ قدس سره وإنما هو نتيجة الدغدغة والوسوسة الراسبة في أذهان بعض الباحثين والمناقشين، عصمنا الله تعالى عن الخطاء والزلة.