ليس لي أحد يعينني عليه، قال: فنظر بعضنا إلى بعض وحمدنا الله على ما ساق إلينا، واسترجعنا على عظم المصيبة، ثم أقبلنا معها، فجهزناه وتنافسنا في كفنه حتى خرج من بيننا بالسواء، ثم تعاونا على غسله حتى فرغنا منه، ثم قدمنا مالك الأشتر فصلى بنا عليه، ثم دفناه، فقام الأشتر على قبره، ثم قال: اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، عبدك في العابدين، وجاهد فيك المشركين، لم يغير ولم يبدل، لكنه رأى منكرا فغيره بلسانه وقلبه حتى جفي، ونفي، وحرم، واحتقر، ثم مات وحيدا غريبا، اللهم فاقصم من حرمه، ونفاه من مهاجره وحرم رسولك، قال: فرفعنا أيدينا جميعا، وقلنا: آمين، ثم قدمت الشاة التي صنعت، فقالت: إنه قد أقسم عليكم ألا تبرحوا حتى تتغدوا، فتغدينا وارتحلنا ".
قال الكشي: ذكر أنه لما نعي الأشتر مالك بن الحارث النخعي إلى أمير المؤمنين عليه السلام، تأوه حزنا، وقال: رحم الله مالكا، وما مالك عز علي به هالكا، لو كان صخرا لكان صلدا، ولو كان جبلا لكان فندا، وكأنه قد مني قدا ".
وروى الشيخ المفيد - قدس سره - مرسلا، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا، خمسة عشر من قوم موسى عليه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون، وسلمان، وأبو دجانة الأنصاري، والمقداد، ومالك الأشتر، فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما. الارشاد:
في ذكر قيام القائم عجل الله تعالى فرجه.
وروى أيضا بإسناده إلى عبد الله بن جعفر ذي الجناحين، قال: لما جاء علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، مصاب محمد بن أبي بكر، حيث قتله معاوية ابن خديج السكوني بمصر، جزع عليه جزعا شديدا، وقال: ما أحلق مصر أن يذهب آخر الدهر، فلوددت أني وجدت رجلا يصلح لها فوجهته إليها، فقلت: