تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٢ - الصفحة ٤٨
عليه عيسى عليه السلام والإنجيل وسائر الأنبياء عليهم السلام والكتب ثم لما ظهر عدم إجدائه أيضا أمر بأن يقال لهم اشهدوا بأنا مسلمون «يا أهل الكتاب» من اليهود والنصارى «لم تحاجون في إبراهيم» أي في ملته وشريعته تنازعت اليهود والنصارى في إبراهيم عليه السلام وزعم كل منهم أنه عليه السلام منهم وترافعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت والمعنى لم تدعون أنه عليه السلام كان منكم «وما أنزلت التوراة» على موسى عليه الصلاة والسلام «والإنجيل» على عيسى عليه الصلاة والسلام «إلا من بعده» حيث كان بينه وبين موسى عليهما السلام ألف سنة وبين موسى وعيسى عليهما السلام ألفا سنة فكيف يمكن أن يتفوه به عاقل «أفلا تعقلون» أي ألا تتفكرون فلا تعقلون بطلان مذهبكم أو أتقولون ذلك فلا تعقلون بطلانه «ها أنتم هؤلاء» جملة من مبتدأ وخبر صدرت بحرف التنبيه ثم بينت بجملة مستأنفة إشعارا بكمال غفلتهم أي أنتم هؤلاء الأشخاص الحمقى حيث «حاججتم فيما لكم به علم» في الجملة حيث وجدتموه في التوراة والإنجيل «فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم» أصل إذ لاذكر لدين إبراهيم في أحد الكتابين قطعا وقيل هؤلاء بمعنى الذي وحاججتم صلته وقيل هأنتم أصله أأنتم على على الاستفهام للتعجب قلبت الهمزة هاء «والله يعلم» ما حاججتم فيه أو كل شيء فيدخل فيه ذلك دخولا أوليا «وأنتم لا تعلمون» أي محل النزاع أو شيئا من الأشياء التي من جملتها ذلك «ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا» تصريح بما نطق به البرهان المقرر «ولكن كان حنيفا» أي مائلا عن العقائد الزائغة كلها «مسلما» أي منقادا لله تعالى وليس المراد انه كان على ملة الإسلام وإلا لإشترك الإلزام «وما كان من المشركين» تعريض بأنهم مشركون بقولهم عزير ابن الله والمسيح ابن الله ورد لإدعاء المشركين أنهم على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام «إن أولى الناس بإبراهيم» أي أقربهم إليه وأخصهم به «للذين اتبعوه» أي في زمانه «وهذا النبي والذين آمنوا» لموافقتهم له في أكثر ما شرع لهم على الأصالة وقرئ والنبي بالنصب عطفا على الضمير في اتبعوه وبالجر عطفا على إبراهيم «والله ولي المؤمنين» ينصرهم ويجازيهم الحسنى بإيمانهم وتخصيص المؤمنين بالذكر ليثبت الحكم في النبي صلى الله عليه وسلم بدلالة النص «ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم»
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (3 - سورة آل عمران) 2
2 قوله تعالى: قل أنبئكم بخير من ذلكم اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار. 15
3 قوله تعالى: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. 25
4 قوله تعالى: فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله 40
5 (الجزء الرابع) قوله تعالى: كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل نفسه من قبل أن تنزل التوراة 58
6 قوله تعالى: من أهل الكتاب أمة قائمة يتلوا آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. 72
7 قوله تعالى: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. 85
8 قوله تعالى: إذ تصعدون ولا تتلون على أحد والرسول يدعوكم. 100
9 قوله تعالى: لتبلون في أموالكم وأنفسكم 123
10 (4 - سورة النساء) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي من نفس واحدة. 137
11 قوله تعالى: ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد. 151
12 (الجزء الخامس) قوله تعالى: والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم. 163
13 قوله تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. 175
14 قوله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها. 201
15 قوله تعالى: فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا. 212
16 قوله تعالى: ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة. 224
17 قوله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس. 232
18 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط. 242
19 (الجزء السادس) قوله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم. 247
20 قوله تعالى: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده. 254