قال قتادة وغيره وتثبيتا معناه وتيقنا أي أن نفوسهم لها بصائر متأكدة فهي تثبتهم على الانفاق في طاعة الله تثبيتا وقال مجاهد والحسن معنى قوله وتثبيتا أي انهم يتثبتون أين يضعون صدقاتهم قال الحسن كان الرجل إذا هم تثبت فإن كان ذلك لله أمضاه وان خالطه شئ أمسك والقول الأول أصوب لأن هذا المعنى الذي ذهب إليه مجاهد والحسن إنما عبارته وتثبتا فإن قال محتج أن هذا من المصادر التي خرجت على غير الصدر كقوله تعالى وتبتل إليه تبتيلا والله أنبتكم من الأرض نباتا فالجواب أن هذا لا يسوغ إلا مع ذكر الصدر والإفصاح بالفعل المتقدم للمصدر وأما إذا لم يقع إفصاح بفعل فليس لك أن تأتي بمصدر في غير معناه ثم تقول أحمله على فعل كذا وكذا لفعل لم يتقدم له ذكر هذا مهيع كلام العرب فيما علمت والربوة ما ارتفع من الأرض ارتفاعا يسيرا معه في الأغلب كثافة التراب وطيبه وتعمقه وما كان كذلك فنباته أحسن ولفظ الربوة مأخوذ من ربا يربو إذا زاد وآتت معناه أعطت والأكل بضم الهمزة الثمر الذي يؤكل والشئ المأكول من كل شئ يقال له أكل واضافته إلى الجنة إضافة اختصاص كسرج الدابة وباب الدار وضعفين معناه اثنين مما يظن بها ويحزر من مثلها ثم أكد سبحانه مدح هذه الربوة بأنها إن لم يصبها وابل فإن الطل يكفيها وينوب مناب الوابل وذلك لكرم الأرض والطل المستدق من القطر قاله ابن عباس وغيره وهو مشهور اللغة فشبه سبحانه نمو نفقات هؤلاء المخلصين الذين يربي الله صدقاتهم كتربية الفلو
(٥٢١)