تعالى عليه وسلم " والذي نفسي بيده، لا يقولها رجل منهم إلا غص بريقه " (1)، يعني:
يموت مكانه، قال أبو محمد الأصيلي (2): من أعجب أمرهم، أنه لا توجد منهم جماعة ولا واحد من يوم أمر الله تعالى بذلك نبيه يقدم عليه (3)، ولا يجيب إليه، وهذا موجود مشاهد لمن أراد أن يمتحنه منهم. انتهى من " الشفا ".
والمراد بقوله: (تمنوا): أريدوه بقلوبكم، واسألوه، هذا قول جماعة من المفسرين، وقال ابن عباس: المراد به السؤال فقط، وإن لم يكن بالقلب (4)، ثم أخبر تعالى عنهم بعجزهم، وأنهم لا يتمنونه أبدا، وأضاف ذنوبهم واجترامهم إلى الأيدي، إذ الأكثر من كسب (5) العبد الخير والشر، إنما هو بيديه، فحمل جميع الأشياء على ذلك.