وقال المحققون من أهل التأويل: ليس هذا على جهة التكليف، إنما هو على جهة التقرير والتوقيف.
وقوله تعالى: (هؤلاء) ظاهره حضور أشخاص، وذلك عند العرض على الملائكة، وليس في هذه الآية ما يدل أن الاسم هو المسمى، كما ذهب إليه مكي والمهدوي.
والذي يظهر أن الله تعالى علم آدم الأسماء، وعرض مع ذلك عليه الأجناس أشخاصا، ثم عرض تلك على الملائكة، وسألهم عن تسمياتها التي قد تعلمها آدم، ثم إن آدم قال لهم: هذا اسمه كذا، وهذا اسمه كذا.
(وهؤلاء): مبني على الكسر، (وكنتم) في موضع الجزم بالشرط، والجواب عن سيبويه: فيما قبله، وعند المبرد: محذوف، تقديره: إن كنتم صادقين، فأنبئوني، وقال ابن عباس وابن مسعود وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: معنى الآية: إن كنتم صادقين في أن الخليفة يفسد ويسفك (1).
* ت *: و في النفس من هذا القول شئ، والملائكة منزهون معصومون، كما تقدم، والصواب ما تقدم من التفسير عند قوله تعالى: (أتجعل فيها...) الآية.