ألم تر أن الله أعطاك سورة * ترى كل ملك دونها يتذبذب (1) فكأن الرتبة انبنت حتى كملت.
وأما الآية، فهي العلامة في كلام العرب، ولما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها، وعلى عجز المتحدي بها، سميت آية، هذا قول بعضهم، وقيل:
سميت آية، لما كانت جملة وجماعة كلام، كما تقول العرب: جئنا بآيتنا، أي: بجماعتنا، وقيل: لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها، سميت آية.
* ت *: وقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: " آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب... " الحديث (2)، و " آية الإيمان حب الأنصار (3)، وآية ما بيننا وبين المنافقين شهود العشاء " يقوى القول الأول، والله أعلم، وهذا هو الراجح في مختصر الطبري، قال: والآية العلامة، وذلك أطهر في العربية والقرآن، وأصح القول أن آيات القرآن علامات للإيمان، وطاعة الله تعالى، ودلالات على وحدانيته وإرسال رسله، وعلى البعث والنشور، وأمور الآخرة، وغير ذلك مما تضمنته علوم القرآن. انتهى.