" ولا أنتم عابدون ما أعبد " مصدرية أيضا، معناه ولا أنتم عابدون مثل عبادتي، التي هي توحيد.
قوله تعالى: لكم دينكم ولي دين (6) فيه معنى التهديد، وهو كقوله تعالى: " لنا أعمالنا ولكم أعمالكم " (1) [القصص: 55] أي إن رضيتم بدينكم، فقد رضينا بديننا. وكان هذا قبل الامر بالقتال، فنسخ بآية السيف. وقيل: السورة كلها منسوخة. وقيل: ما نسخ منها شئ لأنها خبر. ومعنى " لكم دينكم " أي جزاء دينكم، ولي جزاء ديني. وسمى دينهم دينا، لأنهم اعتقدوه وتولوه. وقيل: المعنى لكم جزاؤكم ولي جزائي، لان الدين الجزاء. وفتح الياء من " ولي دين " نافع، والبزي عن ابن كثير باختلاف عنه، وهشام عن ابن عامر، وحفص عن عاصم. وأثبت الياء في " ديني " في الحالين نصر ابن عاصم وسلام ويعقوب، قالوا: لأنها اسم مثل الكاف في دينكم، والتاء في قمت.
الباقون بغير ياء، مثل قوله تعالى: " فهو يهدين " (2) [الشعراء: 78] " فاتقوا الله وأطيعون " (3) [آل عمران: 50] ونحوه، اكتفاء بالكسرة، واتباعا لخط المصحف، فإنه وقع فيه بغير ياء.
تفسير سورة " النصر " وهي مدنية بإجماع. وتسمى سورة (التوديع). وهي ثلاث آيات.
وهي آخر سورة نزلت جميعا قاله ابن عباس في صحيح مسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: إذا جاء نصر الله والفتح (1) النصر: العون مأخوذ من قولهم: قد نصر الغيث الأرض: إذا أعان على نباتها، من قحطها. قال الشاعر: (4)