تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٤٤
سورة " الاخلاص " مكية في قول ابن مسعود والحسن وعطاء وعكرمة وجابر. ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي. وهي أربع آيات.
بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2) لم يلد ولم يولد (3) ولم يكن له كفوا أحد (4) قوله تعالى: (قل هو الله أحد) أي الواحد الوتر، الذي لا شبيه له، ولا نظير ولا صاحبة، ولا ولد ولا شريك. وأصل " أحد ": وحد، قلبت الواو همزة.
ومنه قول النابغة (1):
* بذي الجليل على مستأنس وحد * وقد تقدم في سورة " البقرة " الفرق بين واحد وأحد، وفي كتاب " الأسنى، في شرح أسماء الله الحسنى " أيضا مستوفى. والحمد لله. و " أحد " مرفوع، على معنى: هو أحد. وقيل:
المعنى: قل: الامر والشأن: الله أحد. وقيل: " أحد " بدل من قوله: " الله ". وقرأ جماعة " أحد الله " بلا تنوين، طلبا للخفة، وفرارا من التقاء الساكنين، ومنه قول الشاعر:
* ولا ذاكر الله إلا قليلا (2) *

(1) صدر البيت كما في معلقته:
* كأن رحلي وقد زال النهار بنا * و (ذو الجليل) مكان ينبت الجليل وهو الثمام. والثمام: نبت ضعيف قصير لا يطول.
(2) هذا عجز بيت لأبي الأسود الدؤلي. وصدره:
* فألفيته غير مستعتب *
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست