أموال بني عبد المطلب منها، وبها تكاملت رياسة عبد المطلب، لأنه احتمل ما شاء من صفراء وبيضاء، ثم خرج أهل مكة بعده ونهبوا. وقيل: إن عبد المطلب حفر حفرتين فملأهما من الذهب والجوهر، ثم قال لأبي مسعود الثقفي - وكان خليلا لعبد المطلب -: اختر أيهما شئت. ثم أصاب الناس من أموالهم حتى ضاقوا ذرعا، فقال عبد المطلب عند ذلك:
أنت منعت الحبش (1) والأفيالا * وقد رعوا بمكة الأجبالا (2) وقد خشينا منهم القتالا * وكل أمر لهم (3) معضالا * شكرا وحمدا لك ذا الجلالا (4) * قال ابن إسحاق: ولما رد الله الحبشة عن مكة عظمت العرب قريشا، وقالوا: [هم] (5) أهل الله، قاتل الله عنهم وكفاهم مئونة عدوهم. وقال عبد الله بن عمرو بن مخزوم، في قصة أصحاب الفيل:
أنت الجليل ربنا لم تدنس * أنت حبست الفيل بالمغمس من بعد ما هم بشر مبلس * حبسته في هيئة المكركس * وما لهم من فرج ومنفس * والمكركس: المنكوس المطروح.
قوله تعالى: وأرسل عليهم طيرا أبابيل (3) قال سعيد بن جبير: كانت طيرا من السماء لم ير قبلها، ولا بعدها مثلها. وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [إنها طير بين السماء والأرض تعشش وتفرخ]. وعن ابن عباس: كانت لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلاب. وقال عكرمة: كانت طيرا خضرا، خرجت من البحر، لها رؤوس كرؤوس السباع. ولم تر قبل ذلك ولا بعده. وقالت عائشة رضي الله عنها:
هي أشبه شئ بالخطاطيف. وقيل: بل كانت أشباه الوطاويط، حمراء وسوداء. وعن