من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك " أي لم تدعهم الا إلى ما تدعو إليه جميع الأنبياء فلا معنى لانكارهم عليك وقيل:
هو استفهام أي أي شئ يقال لك " إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ". وقيل: " إن ربك " كلام مبتدأ وما قبله كلام تام إذا كان الخبر مضمرا.
وقيل: هو متصل ب " ما يقال لك ". " ان ربك لذو مغفرة وذو عقاب اليم " أي إنما أمرت بالانذار والتبشير.
قوله تعالى: ولو جعلنه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد قوله تعالى " ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي " فيه ثلاث مسائل: الأولى - قوله تعالى: " ولو جعلناه قرآنا أعجميا " أي بلغة غير العرب " لقالوا لولا فصلت آياته " أي بينت بلغتنا فإننا عرب لا نفهم الأعجمية. فبين أمخ أنزله بلسانهم ليتقرر به معنى الاعجاز، إذ هم أعلم الناس بأنواع الكلام نظما ونثرا. وإذا عجزوا عن معارضته كان من أدل الدليل على أنه من عند الله. ولو كان بلسان العجم لقالوا لا علم لنا بهذا اللسان.
الثانية - وإذا ثبت هذا ففيه دليل على أن القرآن عربي، وأنه نزل بلغة العرب، وأنه ليس أعجميا، وأنه إذا نقل عنها إلى غيرها لم يكن قرآنا.
الثالثة - قوله تعالى: " أأعجمي وعربي " وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي " ااعجمي وعربي " بهمزتين مخففتين، والعجمي الذي ليس من العرب كان فصيحا أو غير فصيح، والأعجمي الذي لا يفصح كان من العرب أو من العجم، فالأعجم ضد الفصيح وهو الذي لا يبين كلامه. ويقال للحيوان غير الناطق أعجم، ومنه " صلاة النهار عجماء " أي لا يجهر فيها بالقراء فكانت النسبة إلى الأعجم آكد، لأن الرجل العجمي الذي ليس من العرب قد يكون