عليها وليس العاصي بمنافق إنما المنافق بما يكون في قلبه من النفاق كامنا لا بما تتلبس به الجوارح ظاهرا وأخبار المحدودين يشهد سياقها أنهم لم يكونوا منافقين الثانية - قوله تعالى: (واغلظ عليهم) الغلظ: نقيض الرأفة، وهي شدة القلب على إحلال الامر بصاحبه. وليس ذلك في اللسان، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الحد ولا يثرب (1) عليها). ومنه قوله تعالى: " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " (2) [آل عمران: 159]. ومنه قول النسوة لعمر: أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) ومعنى الغلظ خشونة الجانب. فهي ضد قوله تعالى: " واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين " (4) [الشعراء: 215]. " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " (5) [الاسراء: 24]. وهذه الآية نسخت كل شئ من العفو والصلح والصفح.
قوله تعالى: يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولى ولا نصير (74)