وكان هذا المعاصر يزعم أن كل آية نقل فيها التفسير خلف عن سلف بالسند إلى إن وصل ذلك إلى الصحابة. ومن كلامه أن الصحابة سألوا رسول الله، صلى الله عليه وسلم عن تفسيرها هذا وهم العرب الفصحاء الذين نزل القرآن بلسانهم وقد روي عن علي كرم الله وجهه وقد سئل هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ؟ فقال ما عندنا غير ما في هذه الصحيفة أو فهما يؤتاه الرجل في كتابه وقول هذا المعاصر يخالف قول علي رضي الله عنه وعلى قول هذا المعاصر يكون ما استخرجه الناس بعد التابعين من علوم لتفسير معانيه ودقائقه وإظهار ما احتوى عليه من علم الفصاحة والبيان والإعجاز لا يكون تفسيرا حتى ينقل بالسند إلى مجاهد ونحوه وهذا كلام ساقط وانظر إلى القرطبي كيف يبين لنا هذا المعنى: أما قول بعض العلماء أن التفسير موقوف على السماع لقوله: فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول وهذا فاسد لأن النهي عن التفسير لا يخلو إما أن يكون المراد به الاقتصار على النقل والسموع وترك الاستنباط أو المراد به أمر آخر وباطل أن يكون المراد به أن لا يتكلم أحد في القرآن إلا بما سمعه فإن الصحابة رضي الله عنهم قرؤوا القرآن واختلفوا في تفسيره على وجوه وليس كل ما قالوه سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس وقال اللهم فقهه في الدين وعلمه
(١٩)