إفراغ السمع بمعنى أرعيته سمعي وأما راعيت بمعنى خالفت فلا وجه له مفهوم في كلام العرب ثم يتذكر الطبري فيجد وجها ومبررا لما ذهب إليه مجاهد فيقول بعده إلا أن يكون قرأ ذلك بالتنوين ثم وجهه إلى معنى الرعونة والجهل والخطاء على النحو الذي قاله عبد الرحمن بن زيد ويخالف الطبري قول مجاهد في تفسير كلمات الله إن المراد بها عيسى عليه السلام لغوية مجاهد:
إن معظم تفسير مجاهد يشتمل على شرح الغريب وتعبيرات خاصة وحل الكلمات الصعبة وتوضيح الألفاظ الغامضة وتبيين العبارات العويصة أو غير المألوفة وفي كثير من آثاره التفسيرية يتجلى لنا مجاهد كأنه لغوي خبير قادر على كلام العرب ولغتهم عارف بأساليب بيانهم وتصريف لسانهم واصطلاحاتهم وكان يقول من لم يكن عالما بلغات العرب لا يحل له التفسير وفوق ذلك فإنه فقيه يدرك بقريحته الوقادة فحوى الكلام وكنه معاني الآية ومن الصواب أن يقال إن مجاهدا كان من رواد اللغويين العرب وتفسيره أول معجم شرح فيه كلمات القرآن غريبه ومشكله على طراز كتب اللغة المعاجم التي لم تكن مؤلفة في عهده حسب ترتيب