التأويل فإن كان التأويل مسموعا كالتنزيل فما فائدة تخصصه بذلك نعم هناك بعض علماء من الصحابة ومن تبعهم كره أن يقول في التفسير وكان سبب خوفه أن يقول في القرآن مالا يريده الله أو أن يقول فيه بغير علم ولا بصيرة ومع ذلك فإن كلهم كانوا يخافون أن يكتموا العلم لا سيما علم التفسير الذي يتعلق بالقرآن وبيانه وقد أوعدهم الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من كتم علما علمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ومن ناحية أخرن نرى العلماء قد أفرطوا في التفسير وجاوزوا حد الاعتدال وقالوا فيه كل ما علموه من غير تبيين وتأمل حتى قال أبوا اسحق لا تستر سلوا إلى كثير من المفسرين وإن نصبوا أنفسهم للعامة وأجابوا في كل مسألة فإن كثيرا منهم يقول بغير رواية على غير أساس وكلما كان المفسر أغرب عندهم كان أحب إليهم إن كل هذه الحقائق المذكورة لشجعت الأمة المسلمة على الاجتهاد في فهم القرآن وتدبره في كل عصر حسب مقتضياته ومستوى علمه وإجماع الأمة في كل جيل على تفسير جديد حجة قوية على أن هناك كلاما جديدا في التفسير لم يدركه القدماء وإلا فما نفع التكرار؟
(٢٠)