دون قوم، وعند الله فضل وزيادة، ولا يضيع أجر المحسنين. ولو كان العلم مقصورا على قوم، لما كان لهذا الدعاء معنى، قان كل ما عند الناس من العلوم فهو معلوم، ولا تكون الزيادة في العلم إلا ما أضيف إلى المعلوم. وكل ما ترك لنا أسلافنا من العلوم فهو رأس علمنا، ولا يطلق عليه اسم الزيادة إلا بعد أن نضيف إليه جديدا مستطيبا منه، أو مما ليس منه. وقد عرف السلف هذه النقطة وعلموا أن العلم يزداد ويتوسع بمر الرمان، وفي تعليم الله إيانا هذا الدعاء حكمة تحضنا على اكتشاف ما غاب عنا من العلوم والمعارف. ومما يدلنا على أن فهم القرآن يزيد بزيادة العلوم ومر الزمان قول من علق على قول عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، حين قال ابن مسعود، رضي الله عنه، في عبد الله بن عباس: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس. وقد مات ابن مسعود في سنة ثنتين وثلاثين، وعمر بعده ابن عباس، ستا و ثلاثين سنة. فما ظنك بما كسب من العلوم بعد ابن مسعود؟.
انظر كيف تبين الجملة الأخيرة: فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود؟. إن مر الزمان يزيد في العلوم التي تكسب معرفة القرآن، وتزيل الغوامض والحجب التي تحول دون تفسير القرآن. فقد قال الله، جل وعلا: إن هو إلا ذكر للعالمين * ولتعلمن نبأه بعد حين