لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة قال مجاهد لا تمنعكم النفقة في حق خيفة العيلة لا تمنن تستكثر قال مجاهد لا تمنن أي لا تضعف أن تستكثر من الخير مرتفقا قال مجاهد في قوله تعالى وساءت مرتفقا أي مجتمعا وعلق الطبري على تفسير مجاهد هذا فقال الارتفاق بمعنى الاجتماع لا أعرفه في كلام العرب وإنما الارتفاق افتعال من المرفق وإما من الرفق ويمكن أن يقال أن ما قاله الطبري بعيد من الصواب فإن الارتفاق كما هو افتعال من المرفق هو افتعال أيضا من الرفاقة والرفقة بمعنى الجماعة والقوم وهو كذلك افتعال من الرفيق من قولهم ارتفق أي اتخذ الرفاق أو الرفقاء إذا فلمعنى مجاهد وجه في كلام العرب والمعنى أن جهنم ساءت مجتمعا لمن يريد أن يتخذ هنالك رفقاء ويجتمع بهم ويعاشرهم لأن هؤلاء الرفقاء لا يسرونه ولا يرضونه مجاهد ومعرفة الاصطلاح لغة العرب وذكر الطبري عن مجاهد في قوله تعالى فردوا أيديهم في أفواهم قال ردوا عليهم قولهم وكذبوهم ثم يشرح الطبري قول مجاهد قائلا ردوا أيادي الله التي لو قبلوها كانت أيادي ونعما عندهم فلم يقبلوها إنهم كانوا
(٣٠)