مجاهد وإعمال الرأي في التفسير إن رأي المرء يكون خلاصة علمه وعقله وفهمه ولباب تجربته وخبرته ودراسته ومبلغ تفكره وتدبره ونتيجة إيمانه وعقائده ويبقي المرء أعمي وأصم بغير استعماله فكم حث الله في القرآن على إعمال العقل والرأي فقال أفلا تعقلون وقال أفلا يرون؟
وما الشورى إلا جماع عقول الناس وعلومهم ولباب أفكار الناس وآرائهم ليختار ما هو أصوبها وأحسنها ومن المستحيل أن يطلب منا الدين أن نضع عقولنا وآراءنا بجانب ونتفكر ونتدبر بدونها فمجاهد في آثار التفسيرية سواء كانت مروية ومسموعة أو لغوية ومعقولة يختارها برأيه وعقله إذ ليس كل ما يسمعه يرويه بل نرى مجاهدا أكثر التابعين إعمالا لرأيه وكان يقول أفضل العبادة الرأي الحسن وكان يقول في شرح المفردات والتراكيب قولين أو أكثر وقد جاء بكثير مما لم يقله أحد قبله فقريب من الصواب ما قاله المستشرق الشهير جولد تسيهر في شأنه وإعمال رأيه كان مجاهد يفسر القرآن بالمعقول ويبدي عن ميله إلى التفسير بالرأي أيضا في تفسير الآية 65 من سورة البقرة إن الله مسخ الذين اعتدوا في السبت قردة خاسئين ففي ذلك يقول مجاهد إن