ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لم يكن من عادتهم أن يدونوا في التفسير مؤلفات كما ألفت التفاسير بعدهم وما كل ما يقولون في التفسير يكتب فيحفظ إنما كانوا يبينون ويشرحون معنى الآيات ويتكلمون في تفسير القرآن وشرح مفرداته وما يتعلق بالآية من القراءات والأسباب وغيرها وكان تلاميذهم والسامعون لأقوالهم يروون هذه الأقوال عنهم كما روى أكثر الأحاديث ويكتبون آثارهم فجاءت أقوالهم مختلقة متناقضة لوجوه منها أن بعض المفسرين قالوا في أول الأمر شيئا في تفسير الآية ثم بدا لهم معنى آخر فتركوا الأول وقالوا بالآخر ومنها أن بعض الوضاعين نسبوا إليهم أقوالا استغلالا لمكانتهم المحترمة بين الناس ومنها أن بعض الرواة عنهم لم يرووا ما قالوه بصحة وأمانة فصح بعض أقوالهم ولم يصح بعضها فعلى قارئ تفسيرهم أن يعرف الصحيح من الضعيف وليعلم أن أقوالهم التفسيرية وإن أسندت إليهم فإنها آراؤهم لا تقبل إلا بعد الفحص والنقد حينما نرانا موافقة لما جاء عندنا من العلوم ملائمه بما يقتضيه عصرنا فقد قال الإمام أحمد بن حنبل ثلاثة أمور ليس لها إسناد التفسير والملاحم والمغازي وقد شاع بين العلماء أن أقوال التابعين في الفروع ليست بحجة فكيف
(٢٣)