تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ٦٥
بقدرة ربه على أن يكشف عنه بإراءته ما يعدهم من العذاب، ولعل المراد به ما عذبهم الله به يوم بدر وقد أراه الله ذلك وأراه المؤمنين وشفي به غليل صدورهم.
قوله تعالى: " إدفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون " أي إدفع السيئة التي تتوجه إليك منهم بالحسنة واختر للدفع من الحسنات أحسنها، وهو دفع السيئة بالحسنة التي هي أحسن مثل أنه لو أساؤا إليك بالايذاء أحسن إليهم بغاية ما استطعت من الاحسان ثم ببعض الاحسان في الجملة ولو لم يسعك ذلك فبالصفح عنهم.
وقوله: " نحن أعلم بما يصفون " نوع تسلية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن لا يسوءنه ما يلقاه ولا يحزنه ما يشاهد من تجريهم على ربهم فإنه أعلم بما يصفون.
قوله تعالى: " وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون "، قال في مجمع البيان: الهمزة شدة الدفع، ومنه الهمزة للحرف الذي يخرج من أقصى الحلق باعتماد شديد ودفع، وهمزة الشيطان دفعه بالاغواء إلى المعاصي انتهى.
وفي تفسير القمي عنه عليه السلام: أنه ما يقع في قلبك من وسوسه الشياطين.
وفي الآيتين أمره صلى الله عليه وآله وسلم أن يستعيذ بربه من إغواء الشياطين ومن أن يحضروه، وفيه إيهام إلى أن ما ابتلي به المشركون من الشرك والتكذيب من همزات الشياطين وإحاطتهم بهم بالحضور.
* * * حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون - 99. لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون - 100. فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون - 101. فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون - 102. ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست