تذكرهم بالحجة الدالة على إمكان البعث، والمعنى قل لهم فإذا كان الله سبحانه مالك الأرض ومن فيها لم لا تتذكرون أن له - لمكان مالكيته - أن يتصرف في أهلها بالاحياء بعد الإماتة.
قوله تعالى: " قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم " أمره ثانيا أن يسألهم عن رب السماوات السبع ورب العرش العظيم من هو؟
والمراد بالعرش هو المقام الذي يجتمع فيه أزمة الأمور ويصدر عنه كل تدبير، وتكرار لفظ الرب في قوله: " ورب العرش العظيم " للإشارة إلى أهمية أمره ورفعة محله كما وصفه الله بالعظمة، وقد تقدم البحث عنه في تفسير سورة الأعراف في الجزء الثامن من الكتاب.
ذكروا أن قولنا: لمن السماوات السبع وقولنا: من رب السماوات السبع بمعنى واحد كما يقال: لمن الدار ومن رب الدار فقوله تعالى: " من رب السماوات السبع؟
سؤال عن مالكها، ولذا حكي الجواب عنهم بقوله: " سيقولون لله " على المعني ولو أنه أجيب عنه فقيل: " الله " كما في القراءة الأخرى كان جوابا على اللفظ.
وفيه أن الذي ثبت في اللغة أن رب الشئ هو مالكه المدبر لامره بالتصرف فيه فيكون الربوبية أخص من الملك، ولو كان الرب مرادفا للمالك لم يستقم ترتب الجواب على السؤال في الآيتين السابقتين " قل لمن الأرض ومن فيها - إلى قوله - سيقولون لله " إذ كان معنى السؤال: من رب الأرض ومن فيها، ومن المعلوم أنهم كانوا قائلين بربوبية آلهتهم من دون الأرض ومن فيها فكان جوابهم إثبات الربوبية لآلهتهم من غير أن يكونوا ملزمين بتصديق ذلك لله سبحانه وهذا بخلاف السؤال عن مالك الأرض ومن فيها فإن الجواب عنه تصديقه لله لانهم كانوا يرون الايجاد لله والملك لازم الايجاد فكانوا ملزمين بالاعتراف به.
ثم على تقدير كون الرب أخص من المالك يمكن أن يتوهم توجه الاشكال إلى ترتب الجواب على السؤال في الآية المبحوث عنها " قل من رب السماوات السبع - إلى قوله - سيقولون لله " فإن جل الوثنيين من الصابئين وغيرهم يرون للسماوات وما فيها من الشمس والقمر وغيرهما آلهة دون الله فلو أجابوا عن السؤال عن رب السماوات