ظاهره تقواه ومن يطع الله ورسوله فيما قضى عليه ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون، والفوز هو الفلاح.
وتشمل الآية الداعي إلى حكم الله ورسوله من المتنازعين كما يشمل المدعو منهما إذا أجاب بالسمع والطاعة ففيها زيادة على تعليل حكم الآية السابقة تعميم الوعد الحسن للداعي والمدعو جميعا.
قوله تعالى: " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة " إلى آخر الآية، الجهد الطاقة، والتقدير في قوله: " أقسموا بالله جهد أيمانهم " أقسموا بالله مبلغ جهدهم في أيمانهم والمراد أقسموا بأغلظ أيمانهم.
والظاهر أن المراد بقوله: " ليخرجن " الخروج إلى الجهاد على ما وقع في عدة من الآيات كقوله: " ولو أرادوا الخروج لا عدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا " التوبة: 47.
وقوله: " قل لا تقسموا " نهي عن الأقسام، وقوله: " طاعة معروفة " خبر لمبتدأ محذوف هو الضمير الراجع إلى الخروج والجملة في مقام التعليل للنهي عن الأقسام ولذا جئ بالفصل، وقوله: " والله خبير بما تعملون " من تمام التعليل.
ومعنى الآية: وأقسموا بالله بأغلظ أيمانهم لئن أمرتهم بالخروج إلى الجهاد ليخرجن قل لهم: لا تقسموا فالخروج إلى الجهاد طاعة معروفة من الدين - وهو واجب لا حاجة إلى إيجابه بيمين مغلظ - وإن تكونوا تقسمون لأجل أن ترضوا الله ورسوله بذلك فالله خبير بما تعملون لا يغره اغلاظكم في الايمان.
وقيل: المراد بالخروج خروجهم من ديارهم وأموالهم لو حكم الرسول بذلك، وقوله: " طاعة معروفة " مبتدأ لخبر محذوف، والتقدير طاعة معروفة للنبي خير من إقسامكم، ومعنى الآية: وأقسموا بالله بأغلظ الايمان لئن أمرتهم وحكمت عليهم في منازعاتهم بالخروج من ديارهم وأموالهم ليخرجن منها قل لهم: لا تقسموا لان طاعة حسنة منكم للنبي خير من إقسامكم بالله والله خبير بما تعملون.
وفيه أن هذا المعنى وإن كان يؤكد اتصال الآية بما قبلها بخلاف المعنى لسابق لكنه لا يلائم التصريح السابق بردهم الدعوة إلى الله ورسوله ليحكم بينهم لانهم إذ كانوا