تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٣٢١
لبلاغا لقوم عابدين (106) - وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (107).
قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون (108).
فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدرى أقريب أم بعيد ما توعدون (109) - إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون (110) - وإن أدرى؟؟ لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين (111) - قال رب أحكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون (112):
(بيان) في الآيات رجوع إلى أول الكلام فقد بين فيما تقدم أن للبشر إلها واحدا وهو الذي فطر السماوات والأرض فعليهم أن يعبدوه من طريق النبوة وإجابة دعوتها ويستعدوا بذلك لحساب يوم الحساب، ولم تندب النبوة إلا إلى دين واحد وهو دين التوحيد كما دعا إليه موسى من قبل ومن قبله إبراهيم ومن قبله نوح ومن جاء بعد موسى وقبل نوح ممن أشار الله سبحانه إلى أسمائهم ونبذة مما أنعم به عليهم كأيوب وإدريس وغيرهما.
فالبشر ليس الا أمة واحدة لها رب واحد هو الله عز اسمه ودين واحد هو دين التوحيد يعبد فيه الله وحده قطعت به الدعوة الإلهية لكن الناس تقطعوا أمرهم بينهم وتشتتوا في أديانهم واختلقوا لهم آلهة دون الله وأديانا غير دين الله فاختلف بذلك شأنهم وتباينت غاية مسيرهم في الدنيا والآخرة.
أما في الآخرة فإن الصالحين منهم سيشكر الله سعيهم ولا يشاهدون ما يسوؤهم ولن يزالوا في نعمة وكرامة، وأما غيرهم فإلى العذاب والعقاب.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست