تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٦٤
الآيتين. قالوا: إن إدريس النبي كان أسمه أخنوخ وهو من أجداد نوح عليهما السلام على ما ذكر في سفر التكوين من التوراة، وإنما اشتهر بإدريس لكثرة اشتغاله بالدرس.
وقوله: " ورفعناه مكانا عليا " من الممكن أن يستفاد من سياق القصص المسرودة في السورة وهي تعد مواهب النبوة والولاية وهي مقامات إلهية معنوية أن المراد بالمكان العلي الذي رفع إليه درجة من درجات القرب إذ لا مزية في الارتفاع المادي والصعود إلى أقاصى الجو البعيدة أينما كان.
وقيل: إن المراد بذلك - كما ورد به الحديث - أن الله رفعه إلى بعض السماوات وقبضه هناك، وفيه إراءة آية خارقة وقدرة إلهية بالغة وكفى بها مزية.
(قصة إسماعيل صادق الوعد) لم ترد قصة إسماعيل بن حزقيل النبي في القرآن إلا في هاتين الآيتين على أحد التفسيرين وقد أثنى الله سبحانه عليه بجميل الثناء فعده صادق الوعد وآمرا بالمعروف ومرضيا عند ربه، وذكر أنه كان رسولا نبيا.
وأما الحديث ففي علل الشرائع بإسناده عن أبن أبي عمير ومحمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن إسماعيل الذي قال الله عز وجل في كتابه:
" واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا " لم يكن إسماعيل بن إبراهيم بل كان نبيا من الأنبياء بعثه الله عز وجل إلى قومه فأخذوه وسلخوا فروة رأسه ووجهه فأتاه ملك فقال: إن الله جل جلاله بعثني إليك فمرني بما شئت فقال: لي أسوة بما يصنع بالأنبياء عليهم السلام.
أقول: وروى هذا المعنى أيضا بإسناده عن أبي بصير عنه عليه السلام وفي آخره:
يكون لي أسوة بالحسين عليه السلام.
وفي العيون بإسناده إلى سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
أتدري لم سمي إسماعيل صادق الوعد؟ قال: قلت: لا أدري قال: وعد رجلا فجلس له حولا ينتظره.
أقول: وروى هذا المعنى في الكافي عن ابن أبي عمير عن منصور بن حازم عن
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست