تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٣٣٨
* * * سورة الحج مدنية وهي ثمان وسبعون آية بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم (1) - يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (2).
(بيان) السورة تخاطب المشركين بأصول الدين إنذارا وتخويفا كما كانوا يخاطبون في السور النازلة قبل الهجرة في سياق يشهد بأن لهم بعد شوكة وقوة، وتخاطب المؤمنين بمثل الصلاة ومسائل الحج وعمل الخير والاذن في القتال والجهاد في سياق يشهد بأن لهم مجتمعا؟؟ حديث العهد بالانعقاد قائما على ساق لا يخلو من عدة وعدة وشوكة.
ويتعين بذلك أن السورة مدنية نزلت بالمدينة ما بين هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغزوة بدر وغرضها بيان أصول الدين بيانا تفصيليا ينتفع بها المشرك والموحد وفروعها بيانا إجماليا ينتفع بها الموحدون من المؤمنين إذ لم يكن تفاصيل الاحكام الفرعية مشرعة يومئذ إلا مثل الصلاة والحج كما في السورة.
ولكون دعوة المشركين إلى الأصول من طريق الانذار وكذا ندب المؤمنين إلى إجمال الفروع بلسان الامر بالتقوى بسط الكلام في وصف يوم القيامة وافتتح السورة بالزلزلة التي هي من أشراطها وبها خراب الأرض واندكاك الجبال.
قوله تعالى: " يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم " الزلزلة والزلزال شدة الحركة على الحال الهائلة وكأنه مأخوذ بالاشتقاق الكبير من زل بمعنى زلق فكرر للمبالغة والإشارة إلى تكرر الزلة وهو شائع في نظائره مثل ذب وذبذب ودم ودمدم وكب وكبكب ودك ودكدك ورف ورفرف وغيرها.
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»
الفهرست