تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٣١٧
النطفة أولا ثم نفخ الروح فيها فإذا لم يكن هناك نطفة مصورة لم يبق إلا نفخ الروح فيها وهي الكلمة الإلهية كما قال: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون " آل عمران: 59 أي مثلهما واحد في استغناء خلقهما عن النطفة.
وقوله: " وجعلناها وابنها آية للعالمين " أفرد الآية فعدهما أعني مريم وعيسى عليهما السلام معا آية واحدة للعالمين لان الآية هي الولادة كذلك وهي قائمة بهما معا ومريم أسبق قدما في إقامة هذه الآية ولذا قال تعالى: " وجعلناها وابنها آية ولم يقل:
وجعلنا ابنها وإياها آية وكفى لها فخرا أن يدخل ذكرها في ذكر الأنبياء عليهم السلام في كلامه تعالى وليست منهم.
(بحث روائي) في الفقيه روى جميل بن دراج عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام: في قول الله عز وجل: " وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم قال: لم يحكما إنما كانا يتناظران ففهمها سليمان.
أقول: تقدم في بيان معنى الآية ما يتضح به معنى الحديث.
وفي الكافي بإسناده عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن المعلى أبي عثمان عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم " فقال لا يكون النفش إلا بالليل إن على صاحب الحرث أن يحفظ الحرث بالنهار، وليس على صاحب الماشية حفظها بالنهار إنما رعاها (1) بالنهار وأرزاقها فما أفسدت فليس عليها، وعلى صاحب الماشية حفظ الماشية بالليل عن حرث الناس فما أفسدت بالليل فقد ضمنوا وهو النفش.
وإن داود حكم للذي أصاب زرعه رقاب الغنم، وحكم سليمان الرسل والثلاثة وهو اللبن والصوف في ذلك العام.

(1) بضم الراء جمع راعي.
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست