تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٣١٨
أقول: وروى فيه أيضا بإسناده عن أبي بصير عنه عليه السلام وفي الحديث: فحكم داود بما حكمت به الأنبياء عليه السلام من قبله، وأوحى الله إلى سليمان عليه السلام: وأي غنم نفشت في زرع فليس لصاحب الزرع إلا ما خرج من بطونها. وكذلك جرت السنة بعد سليمان وهو قول الله عز وجل: " وكلا آتينا حكما وعلما " فحكم كل واحد منهما بحكم الله عز وجل.
وفي تفسير القمي بإسناده عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام في حديث ذكر فيه أن الحرث كان كرما نفشت فيه الغنم وذكر حكم سليمان ثم قال: وكان هذا حكم داود وإنما أراد أن يعرف بني إسرائيل أن سليمان وصيه بعده، ولم يختلفا في الحكم ولو اختلف حكمهما لقال: وكنا لحكمهما شاهدين.
وفي المجمع " واختلف في الحكم الذي حكما به فقيل: إنه كان كرما قد بدت عناقيده - فحكم داود بالغنم لصاحب الكرم فقال سليمان: غير هذا يا نبي الله أرفق. قال:
وما ذاك؟ قال: تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتى إذا عاد الكرم كما كان ثم دفع كل واحد منهما إلى صاحبه ماله، وروي ذلك عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام.
أقول: وروي كون الحرث كرما من طرق أهل السنة عن عبد الله بن مسعود وهناك روايات أخر عن أئمة أهل البيت عليه السلام قريبة المضامين مما أوردناه، وما مر في بيان معنى الآية يكفي في توضيح مضامين الروايات.
وفي تفسير القمي وقوله عز وجل: " ولسليمان الريح عاصفة " قال: تجري من كل جانب " إلى الأرض التي باركنا فيها قال: إلى بيت المقدس والشام.
وفيه أيضا بإسناده عن عبد الله بن بكير وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وآتيناه أهله ومثلهم معهم " قال أحيا الله عز وجل له أهله الذين كانوا قبل البلية وأحيا له الذين ماتوا وهو في البلية.
وفيه أيضا وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا " يقول: من أعمال قومه " فظن أن لن نقدر عليه " يقول: ظن أن لن يعاقب بما صنع.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»
الفهرست