تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٢ - الصفحة ٢٨٤
قوله تعالى: " وما أنزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه " الخ ضمير لهم للمشركين والمراد بالذي اختلفوا فيه هو الحق من اعتقاد وعمل فيكون المراد بالتبين الايضاح والكشف لاتمام الحجة والدليل على هذا الذي ذكرنا تفريق أمر المؤمنين منهم وافرادهم بالذكر في قوله: " وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ".
والمعنى هذا حال الناس في الاختلاف في المعارف الحقة والاحكام الإلهية وما أنزلنا عليك الكتاب الا لتكشف لهؤلاء المختلفين الحق الذي اختلف فيه فيتم لهم الحجة وليكون هدى ورحمة لقوم يؤمنون يهديهم الله به إلى الحق ويرحمهم بالايمان به والعمل.
(بحث روائي) في الكافي باسناده عن عبد الرحمان بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون قال الذكر محمد ونحن أهله المسؤولون الحديث.
أقول يشير عليه السلام إلى قوله تعالى: " قد انزل الله عليكم ذكرا رسولا " الطلاق:
11 وفي معناه روايات كثيرة.
وفي تفسير البرهان عن البرقي باسناده عن عبد الكريم بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام: قال جل ذكره فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال الكتاب الذكر وأهله آل محمد عليهم السلام أمر الله عز وجل بسؤالهم ولم يأمر بسؤال الجهال وسمى الله عز وجل القرآن ذكرا فقال تبارك وتعالى: " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون " وقال تعالى: " وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ".
أقول وهذا احتجاج على كونهم أهل الذكر بأن الذكر هو القرآن وانهم أهله لكونهم قوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والآيتان في آخر الكلام للاستشهاد على ذلك كما صرح بذلك في غيره من الروايات وفي معنى الحديث أحاديث أخر.
وفي تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له ان من عندنا يزعمون أن قول الله تعالى فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون انهم اليهود والنصارى فقال إذا يدعونكم إلى دينهم قال ثم قال بيده إلى صدره نحن أهل الذكر
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست