تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٢ - الصفحة ٢٨٨
(بيان) رجوع بعد رجوع إلى عد النعم والآلاء الإلهية واستنتاج التوحيد والبعث منها والإشارة إلى مسألة التشريع وهى النبوة.
قوله تعالى: " والله انزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها " الخ يريد انبات الأرض بعدما انقطعت عنه بحلول الشتاء بماء السماء الذين هو المطر فتأخذ أصول النباتات وبذورها في النمو بعد سكونها وهى حياة من سنخ الحياة الحيوانية وإن كانت أضعف منها وقد اتضح بالأبحاث الحديث ان للنبات من جراثيم الحياة ما للحيوان وان اختلفتا صورة وأثرا.
وقوله ان في ذلك لاية لقوم يسمعون المراد بالسمع قبول ما من شأنه أن يقبل من القول فان العاقل الطالب للحق إذا سمع ما يتوقع فيه الحق اصغي واستمع إليه ليعيه ويحفظه قال تعالى: " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم اولوا الألباب " الزمر: 18.
فإذا ذكر من فيه قريحة قبول الحق حديث انزال الله المطر واحيائه الأرض بعد موتها كان له في ذلك آية للبعث وان الذي أحياها لمحيي الموتى.
قوله تعالى: " وان لكم في الانعام لعبرة الخ الفرث هو الثفل الذي ينزل إلى الكرش والأمعاء فإذا دفع فهو سرجين وليس فرثا والسائغ اسم فاعل من السوغ يقال ساغ الطعام والشراب إذا جرى في الحلق بسهولة.
وقوله وان لكم في الانعام لعبرة أي لكم في الإبل والبقر والغنم لأمرا أمكنكم أن تعتبروا به وتتعظوا ثم بين ذلك الامر بقوله نسقيكم مما في بطونه الخ أي بطون ما ذكر من الانعام اخذ الكثير شيئا واحدا.
وقوله من بين فرث ودم الفرث في الكرش والبان الانعام مكانها مؤخر البطن بين الرجلين والدم مجراه الشرايين والأوردة وهى محيطة بهما جميعا فأخذ اللبن شيئا هو بين الفرث والدم كأنه باعتبار مجاورته لكل منهما واجتماع الجميع في داخل الحيوان وهذا كما يقال اخترت زيدا من بين القوم ودعوته واخرجته من بينهم إذا
(٢٨٨)
مفاتيح البحث: الطعام (1)، الموت (1)، الحلق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست