تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٢ - الصفحة ١٠٧
مر تفسير الآية.
فقد تبين مما فصلناه ان القرآن الذي أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ووصفه بأنه ذكر محفوظ على ما انزل مصون بصيانة الهية عن الزيادة والنقيصة والتغيير كما وعد الله نبيه فيه.
وخلاصة الحجة ان القرآن أنزله الله على نبيه ووصفه في آيات كثيرة بأوصاف خاصة لو كان تغير في شئ من هذه الأوصاف بزيادة أو نقيصة أو تغيير في لفظ أو ترتيب مؤثر فقد آثار تلك الصفة قطعا لكنا نجد القرآن الذي بأيدينا واجدا لاثار تلك الصفات المعدودة على أتم ما يمكن وأحسن ما يكون فلم يقع فيه تحريف يسلبه شيئا من صفاته فالذي بأيدينا منه هو القرآن المنزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعينه فلو فرض سقوط شئ منه أو تغير في اعراب أو حرف أو ترتيب وجب ان يكون في أمر لا يؤثر في شئ من أوصافه كالاعجاز وارتفاع الاختلاف والهداية والنورية والذكرية والهيمنة على سائر الكتب السماوية إلى غير ذلك وذلك كآية مكررة ساقطة أو اختلاف في نقطة أو اعراب ونحوها.
الفصل - 2 ويدل على عدم وقوع التحريف الأخبار الكثيرة المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طرق الفريقين الآمرة بالرجوع إلى القرآن عند الفتن وفي حل عقد المشكلات.
وكذا حديث الثقلين المتواتر من طرق الفريقين: انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى ابدا الحديث فلا معنى للامر بالتمسك بكتاب محرف ونفى الضلال ابدا ممن تمسك به.
وكذا الأخبار الكثيرة الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة أهل البيت عليهم السلام الآمرة بعرض الاخبار على الكتاب وما ذكره بعضهم ان ذلك في الاخبار الفقهية ومن الجائز أن نلتزم بعدم وقوع التحريف في خصوص آيات الاحكام ولا ينفع ذلك سائر الآيات مدفوع بان اخبار العرض مطلقة فتخصيصها بذلك تخصيص من غير مخصص.
على إن لسان اخبار العرض كالصريح أو هو صريح في أن الامر بالعرض انما هو
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست