مسوقة في مقام المدح واما غيرهم فلا تعرض للآية لهم اثباتا ونفيا وسيأتي تفصيل القول في الملائكة في موضع يليق به إن شاء الله.
قوله تعالى وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد فإياي فارهبون الرهبة الخوف وتقابل الرغبة كما أن الخوف يقابل به الرجاء.
والكلام معطوف على قوله ولله يسجد وقيل معطوف على قوله وأنزلنا إليك الذكر وقيل على قوله ما خلق الله على طريقه قوله (علفتها تبنا وماء باردا) أي وسقيتها ماء باردا والتقدير في الآية أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ وألم يسمعوا إلى ما قال الله لا تتخذوا الخ؟ والأول هو الوجه.
وقوله لا تتخذوا الهين اثنين أريد به والله أعلم النهى عن التعدي عن الاله الواحد باتخاذ غيره معه فيشمل الاثنين وما فوقه من العدد ويؤيده تأكيده بقوله انما هو اله واحد واثنين صفة الهين كما أن واحد صفة اله جئ بهما للايضاح والتبيين.
وبعبارة أخرى العناية متعلقة بالنهي عن اتخاذ غيره معه سواء كان واحدا أو أكثر من واحد لكن لما كان كل عدد اختاروه في الاله فوق الاثنين يجب ان يسلكوا إليه من الاثنين إذ لا يتحقق عدد هو فوق الاثنين الا بعد تحقق الاثنين نهى عن اتخاذ الاثنين واكتفى به عن النهى عن كل عدد فوق الواحد.
ويمكن ان يكون اعتبار الاثنين نظرا إلى ما عليه دأبهم وسنتهم فإنهم يعتقدون من الاله باله الصنع والايجاد وهو الذي له الخلق فحسب وهو اله الالهة وموجد الكل وباله العبادة وهو الذي له الربوبية والتدبير وهذا المعنى انسب بما يتلوه من الجمل.
وعلى هذا فالمعنى لا تتخذوا الهين اثنين اله الخلق واله التدبير الذي له العبادة انما هو أي الاله اله واحد له الخلق والتدبير جميعا لان كل تدبير ينتهى إلى الايجاد وإذ كنت انا الخالق الموجد فانا المدبر الذي تجب عبادته فإياي فارهبون واياى فاعبدون ومن هنا يظهر وجه تفرع قوله فإياي فارهبون على ما تقدمه وانه من لطيف الاستدلال والجملة تفيد الحصر بتقديم المفعول على سبيل الاشتغال و القصر