تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣٨٥
في اللفظ الأول والا لبطلت احكام الألفاظ.
على أن التأمل فيما تقدم في معنى هذه الشهادة وان المراد به تصديق القرآن لرسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعطى ان وضع لفظة الجلالة في هذا الموضع لا للتلميح إلى معناه الوصفي بل لاسناده الشهادة إلى الذات المقدسة المستجمعة لجميع صفات الكمال لان شهادته أكبر الشهادات قال سبحانه: " قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم ".
وذكر آخرون ان المراد بالكتاب التوراة والإنجيل أو خصوص التوراة والمعنى وكفى بعلماء الكتاب شهداء بيني وبينكم لانهم يعلمون بما بشر الله به الأنبياء في ويقرؤن نعتي في الكتاب.
وفيه ان الذي اخذ في الآية هو الشهادة دون مجرد العلم والسورة مكية ولم يؤمن أحد من علماء أهل الكتاب يومئذ كما قيل ولا شهد للرسالة بشئ فلا معنى للاحتجاج بالاستناد إلى شهادة لم يقم بها أحد بعد.
وقيل المراد القوم الذين أسلموا من علماء أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وتميم الداري والجارود وسلمان الفارسي وقيل هو عبد الله بن سلام ورد بان السورة مكية وهؤلاء انما أسلموا بالمدينة.
وللقائلين بأنه عبد الله بن سلام جهد بليغ في الدفاع عنه فقال بعضهم ان مكية السورة لا تنافى كون بعض آياتها مدنية فلم لا يجوز ان تكون هذه الآية مدنية مع كون السورة مكية.
وفيه أو لا ان مجرد الجواز لا يثبت ذلك ما لم يكن هناك نقل صحيح قابل للتعويل عليه على أن الجمهور نصوا على انها مكية كما نقل عن البحر.
وثانيا ان ذلك انما هو في بعض الآيات الموضوعة في خلال آيات السور النازلة واما في مثل هذه الآية التي هي ختام ناظرة إلى ما افتتحت به السورة فلا إذ لا معنى لارجاء
(٣٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 » »»
الفهرست