تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣٢٩
وفى الكافي باسناده عن حريز عمن ذكره عن أحدهما (ع): في قول الله عز وجل: " الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد " قال الغيض كل حمل دون تسعة أشهر وما تزداد كل شئ تزداد على تسعة أشهر فكلما رأت المرأة الدم الخالص في حملها من الحيض فإنها تزداد بعدد الأيام التي رأت في حملها من الدم.
أقول وهذا معنى آخر ونقل عن بعض قدماء المفسرين.
وفى المعاني باسناده عن ثعلبة بن ميمون عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (ع): في قول الله عز وجل: " عالم الغيب والشهادة " قال الغيب ما لم يكن والشهادة ما قد كان.
أقول ليس المراد من ما لم يكن المعدوم الذي ليس بشئ بل الامر الذي بالقوة ما لم يدخل في ظرف الفعلية وما ذكره (ع) بعض المصاديق وهو ظاهر.
وفي الدر المنثور اخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء بن يسار عن ابن عباس: ان أربد بن قيس وعامر بن الطفيل قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانتهيا إليه وهو جالس فجلسا بين يديه فقال عامر ما تجعل لي ان أسلمت؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال أتجعل لي ان أسلمت الامر من بعدك؟ قال ليس لك ولا لقومك ولكن لك أعنة الخيل قال فاجعل لي الوبر ولك المدر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا فلما قفى من عنده قال لأملأنها عليك خيلا ورجالا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمنعك الله.
فلما خرج أربد وعامر قال عامر يا أربد انى سألهي محمدا عنك بالحديث فاضربه بالسيف فان الناس إذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب فسنعطيهم الدية فقال أربد - افعل فاقبلا راجعين فقال عامر يا محمد قم معي أكلمك فقام منه فخليا إلى الجدار ووقف معه عامر يكلمه وسل أربد السيف فلما وضع يده على سيفه يبست على قائم السيف فلا يستطيع سل سيفه وابطأ أربد على عامر بالضرب فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأى أربد وما يصنع فانصرف عنهما وقال عامر لأربد ما لك حشمت قال وضعت يدي على قائم السيف فيبست.
فلما خرج عامر واربد من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى إذا كانا بحرة رقم نزلا فخرج
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست