تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣٣٠
إليهما سعد بن معاذ واسيد بن حضير فقال اشخصا يا عدوي الله لعنكما الله ووقع بهما.
فقال عامر من هذا يا سعد؟ فقال سعد هذا أسيد بن حضير الكتائب فقال اما و الله ان كان حضير صديقا لي.
حتى إذا كان بالرقم ارسل الله على أربد صاعقة فقتلته وخرج عامر حتى إذا كان بالخريب ارسل الله عليه قرحة فأدركه الموت فيها فأنزل الله: " الله يعلم ما تحمل كل أنثى " إلى قوله له معقبات من بين يديه قال المعقبات من أمر الله يحفظون محمدا صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم ذكر أربد وما قتله فقال هو الذي يريكم البرق إلى قوله وهو شديد المحال.
أقول وروى ما في معناه عن الطبري وأبى الشيخ عن ابن زيد وفي آخره وقال لبيد في أخيه أربد وهو يبكيه.
اخشى على أربد الحتوف ولا * أرهب نوء السماء والأسد فجعني الرعد والصواعق با * لفارس يوم الكريهة النجد وما تذكره الرواية من نزول هذه الآيات في القصة لا يلائم سياق آيات السورة الظاهر في كونها مكية بل لا يناسب سياق نفس الآيات أيضا على ما مر من معناها.
وفي الدر المنثور أيضا اخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن علي: " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله " قال ليس من عبد الا ومعه ملائكة يحفظونه من أن يقع عليه حائط أو يتردى في بئر أو يأكله سبع أو غرق أو حرق فإذا جاء القدر خلوا بينه وبين القدر.
أقول وروى أيضا ما في معناه عن أبي داود في القدر وابن أبي الدنيا وابن عساكر عنه وروى ما في معناه عن الصادقين (ع).
وفي تفسير العياشي عن فضيل بن عثمان عن أبي عبد الله (ع): قال حدثنا هذه الآية " له معقبات من بين يديه ومن خلفه " الآية قال من المقدمات المؤخرات المعقبات الباقيات الصالحات.
أقول ظاهره ان الباقيات الصالحات من مصاديق المعقبات المذكورة في الآية تحفظ صاحبها من سوء القضاء ولا تحفظه الا بالملائكة الموكلة عليها فيرجع معناه إلى ما قدمناه
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست